اخر المعلقين

جريمة جديدة تضاف الى الاضهاد الدينى

الثلاثاء، 7 فبراير 2017



طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين.
المقال رائع وجميل وفعلا بيتسبب بقتل معنويات اولادنا الصغار وجيل المستقبل بالتعصب الاعمى فى حاجة المفروض انها تساعد على الرقى بس للاسف التعصب الدينى وكره كل ما هو مسيحى بدون اى سبب جعلها تساعد على التعصب والحقد والكراهية التفاصيل

إنت مسيحي يابني؟!

بقلم نادين نجم
من القصص اللي أثرت فيا جدا و عمري ما أنساها، قصة صديق من أقرب أصدقائي وواحد من أمهر الناس اللي شوفتهم بيلعبوا كورة.. حلم حياته كان إنه يبقى لاعب كورة محترف
وكخطوة أولى على طريق الحلم ده، التحق باختبارات نادي شهير ومن أندية المقدمة في الوقت ده.. عدد اللي قدموا وقتها كان ١٥٠٠ واحد وصلوا بعد التصفيات لـ ٦٠.. صديقي كان مقدم معاه في الاختبارات ابن خاله واسمه مينا.. والاتنين نجحوا إنهم يوصلوا للتصفية النهائية.
وقت إعلان النتيجة، كانوا بينادوا على شخص شخص و يقولوا له القرار.. حيكمل معاهم ولا لأ.. فلما جاء دور صديقي في النداء، سأله المدرب: إنت مسيحي يابني؟ فجاء رده التلقائي على السؤال اللي في مش في وقته ولا مكانه: أيوه مسيحي.. فكانت النتيجة قرار الاستبعاد الفوري.. أما مينا فلم يتم النداء عليه أبدًا حتى يومنا هذا ودة طبعًا لإن إسم "مينا" لا يحتمل الشك وبالتالي لا يحتاج إلي السؤال فكان الاستبعاد الصامت! 
قبل ما تسد ودانك وتدور وشك و تدفن دماغك في الرمل وتحاول تقنع نفسك إن ده مش ممكن يكون حقيقي عشان تريح بالك، اسأل نفسك كده هو إزاي عمرنا ما سمعنا عن لاعب كورة مسيحي غير هاني رمزي؟! على الأقل اللي جيلي يوعى عليه يعني وشافه بيلعب؟ هل مثلاً على مدار العشرين سنة اللي فاتوا مكانش فيه أي مواطن مسيحي موهوب في لعب الكرة حاول يحترفها؟ شايف إن ده منطقي وطبيعي؟! وفي قصص تانية تخض أكتر من القصة دي بكتير على فكرة؛ زي إن يوم ما حد يحاول يخدم بقى فبيطلب من اللاعب اللي عايز يحصل على الفرصة إنه يغير اسمه عشان يحافظ على حظوظه! و مش بعيد يكون اللي ساعد هاني رمزي إن إسمه مكانش يوحنا بولس! 
طبعًا.. في ناس كتير رغم تصديقها إن ده حصل و بيحصل، حتحاول تقلل من حجم المشكلة بحجة إيه يعني الكورة وإيه أهميتها ودي في الآخر لعبة و حاجات من النوع ده، بس القصة هنا مش في الكورة خالص.. القصة إن دة كان حلم بني آدم قايم نايم يفكر فيه وجة واحد قرر يمحي كل آماله بجرة قلم عقابا ليه على إنه ينتمي لدين مش على مزاجه! 
ده غير إن الموضوع ده مش مقتصر على الكورة و بس.. الموضوع موجود في كتير من المؤسسات والجهات اللي بتلاقي فيها إنه من الصعب إن المدير ولا رئيسة القسم مثلا تكون مسيحية! ده حتى الفن اللي المفروض إنه مليان عقليات متفتحة فبرضه الفنانين المسيحيين بيعتبروا حالة نادرة و يتعدوا على الصوابع! 
أنا مش جاية أنادي بالوحدة الوطنية والهلال مع الصليب لإني عمري ما اقتنعت إن الشعارات والرسومات والأغاني ممكن تحل مشاكل جذورها راجعة لسنين طويلة! ومش جاية أتكلم عن اضطهاد ديني لأني مقتنعة إن المسألة مش مرتبطة بسياسات دولة ولا أوامر مسؤولين.
أشك إن فيه أي مسئول بيدي أوامر باستبعاد المسيحيين أو حرمانهم من الحصول على الفرصة! الموضوع مرتبط بينا إحنا كمواطنين بنسكت عن الظلم طول ماهو مش طايلنا! أنا نفسي ورغم إني كتير فكرت وتساءلت هم المسيحيين راحوا فين في مجالات كتير، بس الموضوع موجعنيش و محركنيش غير لما خبط في حد قريب مني وعزيز عليا وتخيلت إحساسه و حلم حياته بيتبخر قدام عينيه عشان هو من القليلين! لإن المسألة مش مسألة دين و بس... المسألة في إنك تبقى منتمي للأقلية اللي سهل تتظلم عشان مفيش منها كتير يدافع عن حقها!
والغريب إننا كشعب بنحترم ونمدح في الأجانب لما نشوفهم منحازين لقضية مش مرتبطة بيهم شخصيا وبيتعاطفوا مع فئات مظلومة في أنحاء أخرى من العالم لا يمتوا ليهم بصلة.. بس إحنا مبنعملش ده.. عشان الفرق بينا و بينهم إنهم بيقفوا ضد فكرة الظلم بصرف النظر مين هو المظلوم، إنما إحنا بنشوف مين المظلوم الأول، بنحبه ولا مبنحبوش، فارق معانا ولا لأ و بعدين نقرر حنتعاطف معاه ولا حنعمل نفسنا مشوفناش حاجة!
أنا باتمنى و بطلب من كل مسؤول في أي مؤسسة سواء نادي ولا مدرسة ولا شركة ولا مصلحة حكومية، إن لو في إمكانه إنه يمنع ده أو على الأقل يقلل إمكانية حدوثه بفرض بعض الرقابة، إنه يعمل كده...أما اللي مش في موقع مسؤولية، و لسه مش عارف إن ده بيحصل لازم يعرف، واللي عارف وناسي أو متناسي لازم يفتكر و يفكر.. عشان النهارده هو مع الأغلبية و محمي بيها بس بكره ممكن يلاقي نفسه من غير ضهر يسنده لو الدنيا حدفته للكفة الأخف من الميزان..
لو كام واحد من اللي شافوا المدرب بيستبعد اللاعب عشان مسيحي اعترضوا و مسكتوش و خدوا موقف مش بعيد كانوا غيروا الواقع! اتخاذ الموقف والوقوف في وش الظلم واعتراض طريقه مش أكيد حيجيب نتيجة بس اللي أكيد إن السكوت عن الظلم مش حيجي من وراه غير تفشي الظلم و إنتشاره!


سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

تابعنا على فيسبوك

كافة الحقوق محفوظة لـ الانبا كاراس السائح © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License