اخر المعلقين

حدث بالفعل قصة واقعية معزية جدا ساشتري بـــــــــــه السماء

الخميس، 22 ديسمبر 2016


 فعلا محبة المال اصل لكل الشرور

كانوا ثلاثة إخوة حينما توفى والدهم التاجر المشهور .. شابان يافعان وأخاهما الأصغر في طور الصبى..
إجتمع ثلاثتهم بعد أن إنتهت فترة الحداد ومعهم أبونا كاهن كنيستهم الذي كان يرفع قلبه بالصلاة من أجل أن تدوم محبتهم نحو بعض ..
خرجوا بقرار عادل يكفل لكل واحد منهم حقه من الميراث .. يوزع عليهم بعد عدة أعوام لضمان إستثماره في مشروع معين ..
إقترح الأخان الأكبران إبرام عقد مصالحة يوقع عليه ثلاثتهم ومعهم الاب الكاهن كشاهد ..
الأخ الأصغر الذي لم يتجاوز طور الصبى رفض فكرة العقد والتوقيع قائلاً أنهم أخوة وليس بينهم إلا الحب .. وكلمة اللسان خير ضمان بينهم خاصة وقد حضر إتفاقهم الأب الكاهن وكان شاهداً عليه .. وهكذا إنفض المجلس بفرح الجميع ..
ولكن ..
ولكن عدو كل خير ما لبث أن لعب بعقل الأخيين الأكبرين .. لمع بريق الأموال في عينيهما فخاطا مع الأعوام خيوط عملية تزوير كبيرة ضد أخيهما الاصغر الذي تخرج من الجامعة وإحتاج أن يبدأ حياته .. ففوجىء بأخويه يخبرانه : (ليس لك أي حقوق عندنا .. إفعل ما يحلو في عينيك .. وليس لك عندنا شيء)
اجاب الشاب الصغير : كيف هذا .. ليس هذا حق .. هذا ظلم ..
ذهب الشاب مسرعاً إلى الكاهن وهو في غاية الإضطراب ..
فربت أبونا على كتفه مهدئاً من روعه وإصطحبه حيث يوجد إخوته ..
وهناك كانت المعركة الرهيبة وقف أمامها الشاب الصغير باكياً .. ليس على نصيبه من الميراث ولكن على المحبة التي فقدت والعداوة التي ولدتها الأموال ..
كان جالساً في ذهول يستمع إلى الحديث الغاضب والصوت العالي والكلمات القاسية ..
وكان قلبه يبكي ودموعه تجري بغزارة تبلل وجهه .. وتمسح صدره الغض بحب المسيح الذي رأه وسط هذه الدموع معلقاً على صليبه ليشترينا بثمن غالي وثمين ..
وهنا .. إنتفض الشاب واقفاً صارخاً ليقطع صوت معركة الإخوة بكلمات صارمة، وملؤها الحب :
كفى .. كفى يا إخوتي ..
المسيح إشترانا بدمه .. وصليبه هو كنزنا ..
إني متنازل عن حقي لكما ..
دعني يا أبي المبارك أشترك في صليب المسيح .. ولا أرضي ذاتي .. المحبة غالية .. المحبه غالية ..
كيف هذا يا إبني .. إنه حقك ولا بد أن تأخذه .. إنني شاهد على جلستكم وإتفاقكم ..
ليس لي أي حقوق يا أبانا .. إنني متنازل عنه .. صليب المسيح يلح علي .. هو أمام ناظري .. حقي سأشتري به السماء .. كما إشترانا المسيح بدم صليبه .. نعم سأشتري به السماء ..
قال هذا ثم عانق اخوته ودموعه غزيرة .. وكلماته يتمتمها خافتة: "سامحونى يا إخوتي .. سامحوني يا إخوتي"..
ثم إنسحب مغادراً في هدوء ..
صباح الأحد التالي .. دخل الشاب الكنيسة باكراً .. وقبل يد الأب الكاهن طالباً الحل للتناول .. ثم همس فى أذنه :
يا أبى المبارك .. لقد أتتني أمنا العذراء فى حلم هذه الليلة وقالت لي :
"لقد تفوهت بكلمة سجلتها لك السماء .. لقد طلبت أن تشتري السماء بنصيبك في ميراث أبيك .. لقد أجيب طلبك .. ولن ترد كلمتك .. لقد قبل إبني أن تشترك في صليبه وتشتري نصيبك السماوي بما حملت من صليب معه ..
إذهب باكراً في الغد إلى الكنيسة وتناول من الأسرار المقدسة .. وبعدها ستكون السماء مستعدة لإستقبالك .. حتى تأخذ حقك في الميراث الأبدي حيث لا يسرق سارق ولا يفسد سوس. (لو 12 : 33)"
أحبائي ..
لقد عاد الشاب من الكنيسة ورقد على فراشه .. وحينما فتح عينيه لم يفتحهما على عالمنا الفاني .. بل فتحهما على عالم المجد في السماء .. التي وعد بها وإشتراها بثمن المحبة ..
وحينما وقف ألاب الكاهن يصلي صلاة الجناز في الكنيسة .. كان يمسك دموعه بجهد شديد وهو يقول:
"إقرأوا معي هذا الإنجيل المعاش .. هذا هو الشاب الذي حمل صليبه وإشترى السماء بمال الظلم. (لو 16"

"فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم فى ملكوت السموات"
.

سارع الآن بالاشتراك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

تابعنا على فيسبوك

كافة الحقوق محفوظة لـ الانبا كاراس السائح © 2015 | بدعم من بلوجر
تصميم: ثيمز بيبر | تعريب: قوالب برق | بدعم من: برق سوفت وير
Creative Commons License